كتب . سلامه رفاعي هلال
هو بيت العائلة لي فيه ذكريات لا تنسى ، هو من البيوت ذات الطراز القديم ، والحجرات المتعددة المتسعة ،والأسقف العالية ، تشعر براحة نفسية شديدة فيه ، وكل ركن لى فيه ذكرى ،
ولهذا البيت نسائم تميزه ففيه كانت المشاعر فياضة ، فكان شهر رمضان الكريم والأعياد لهم طعم أخر مبهج ، وإذا كان المرء يضع ذكرياته السعيدة والحزينة في صناديق الذكريات ،
فذكرياتى هذه صعب وضعها في تلك الصناديق ، فكل حجرة لى فيها ذكرى لا تنسى ، وكان بيت الذكريات لا يخلو من الزوار ، والأقارب ، وأجتماعات العائلة ، والأحاديث ،
والحكايات التي لا تمل منها ، والضحكات كانت فيه صافية تخرج من القلب ، فلا يوجد تعكير وكان الود موصول لا ينقطع ، وكنت لا يشغلني كل هذا الضجيج ، لأن كل أهتمامي كان باللوحة الفنية التي ترسمها الطيور في السماء ، وأقضي وقتى أراقبها ، وهى تحلق وترسم أشكالا في السماء ، وتذهب ثم تعود بأشكال أخرى ،
وفكرة أن يكون لى جناحين كانت تسيطر علىِّ فى صغرى ، إلى أن أقنعتنى أمي لاحقا أن الأنسان يحلق بعلمه ، وفكره ، وسمو أخلاقه ، وأكتشفت عندما كبرت أن أجمل ذكريات تمر بنا ولا تنسي ، هي ذكريات الطفولة ، وظلت فكرة الجناحين عالقة فى ذهني إلى الأن ، وصرت أحلق بخيالى فى كتاباتى ، ولى جناحين وهميين