الرئيسية / مقالات الرأى / الغضب . درس جديد من دروس الحياة

الغضب . درس جديد من دروس الحياة

كتبت . الاﺀ نضال الفولاذية

حوالي الساعة 20:25 تقريبا الاحد.. 16/5/2021 استطاع احدهم جعلي اغضب وليس ازعل فالزعل درجة متاحة في التعامل بالنسبة لي اما الغضب فهو امر عسير الحدوث والوصل اليه… اهم شيء تعلمته من درس اليوم:

اولا: انه من الجميل ان تغضب بعقلك وانه يمكنك هذا فعلا فلقد عملت علي هذا الامر لكنه لم تسنح لي فرصة غضب سوى في هذا الموقف لكي اختبره بشكل عملي .

والغضب بالعقل يعني عدم جعل الحدث يؤثر علي مشاعرك فتتألم او تشعر برغبة في اهانة المتسبب بل تقرر ماذا تريد ان تفعل اتجاه الحدث والمُحدِث .. وإنهاء الأمر في اقل دقائق ممكنة فلا جدوى من الكلام الجارح سوى كنت سامعه او قائله وكمال قال المثل السوداني( امسك لي واقطع ليك) باختصار انهاء سبب الغضب سوى ان كنت غاضب او مغضوب عليه.. ورد المسلوب بالطريقة الصحيحة .. ماديا .. معنويا.. فعليا ..قوليا.. ثم الاعتذار والسماح .. واخيرا ماذا بعد؟ هل ستبقى مساحة الشخص المتسبب او المتسبب له نفس المساحة في حياتك؟ ام اغلاق المساحة بالكامل؟

ثانيا: ايقنت انني لم اتغير منذ ان كنت طفلة ومبدائي ثابت فعندما اغضب اضرب ولكنني الحمدلله الان تجاوزت ضرب البشر الي ضرب وتكسير الاشياء الا اذا الزم الامر واستحق مس الكائن الحي المغضوب عليه ..

ثالثا: تأكدت انني عندما اغضب حقا استخدم عيني برسائل مرعبة تفوووق سهامها سهام الكلام .. كما انه كلما زاد غضبي انخفض صوتي عكس المتعارف عليه بين البشر الطبيعين وكلما انخفض كان ذلك مؤشر لفعل لا تحمده عقبااااااااه ابدااااا وان المتسبب لا محال هااااالك .

رابعا: احمدالله الذي منحني خصلة حميدة ادعوا الله ان تلازمني حتى الموت ان مشاعري وارائي اثناء الغضب لا تتبدل عما قبله فاذا كنت حقا احترمك ساغضب ممافعلت واعبر عن ذلك دون ان ينقص احترامي لك.. وكل كلمة اقولها وانا غاضبة اعنيها تمام ولا تعتبر لحظة غضب لانني لا اؤمن بانها لحظة فما في داخل نفوسنا قبل الغضب هو نفسه ساعة الغضب .. لذلك اكون مسؤلة مسؤلية تامة عن كل حرف ولا انكره حتى وان سقط سهوا وابني عليه القادم سوي كان لي او علي..

خامسا: تعلمت ان لكل شيء جذور .. فجذور المواقف الغاضبة من وجهة نظري ومن هذا الدرس هي..

1- شخص بالغت في تقديره فظننت انه خذلك فاغضبك لكن الحقيقة انك من تسببت ذلك ..

2- تكاسلت عن فعل امر ما او مهمة ما فاوكلت غيرك ففشل الامر او المهمة …النتيجة غضب وسباب لا حوجة لهم.

3- هدف يخص مستقبلك ويهمك حتى النخاع فتناقش فيه شخص تثق فيه ولديه افكار تفيدك ولكنه ليس لديه ايمانا بك اوبهدفك فيجيبك كاداء واجب دون اهتمام او اصغاء .. ستحبط .. ستغضب ..سترهق الحل.. استشير من يتشاور معك لانه يحب مساعدة الغير لوجه الله تعالى وهو اهل لذلك بشوش مفكر واعي.. او من يهمه امرك ولديه خبرة ملموسة يشهد لها يحتويك ويفيدك ويساندك..

4- ان تشكو همك لشكاي كلما شكوت له يضاعف هو من شكواه كأنما سباق للشكوة واذا حالفك الحظ ان يكون المعتذر الرسمي نيابة عن مصائب الحياة وكلما شكوت له اعتذر لك وقال لك بالبلدي ( معلش) .

5-ان تعبر عن حزنك لمتشائم لا يراى في الحياة سوى الموت فيدفنك غضبا وانت حي .

6- ان تفضفض بسيل فياض مع صاحب بال ضيق فيضيق بك ذرعا فيصب عليك جام غضبه وتأففه حتى الغرق..

7- ان تجادل: غشيما او جاهلا او احمقا او تافها فلا محال انك غاضب ومغضوب عليه وهالك ومُهلك … سادسا: من اقوى اسباب الغضب من وجهة نظري ان تتصرف بناء علي تصورك مع الاشخاص والاحداث وليس علي الوقائع الحقيقة التي امامك..

شاهد أيضاً

بطولة من نوع مختلف

كتب/ خلف رزق يستقظ المريض فى الصباح مبتسماً رغم الألم بطولة أن يتغلب أصحاب الهمم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: